عالم ماري

الأعياد المريمية

11 شباط
سيدة لورد
25 آذار
البشارة
أيار
الشهر المريمي
2 أيار
سيدة لبنان
15 أيار
سيدة الزروع
16 تموز
سيدة الكرمل
26 تموز
يواكيم وحنة، والدا العذراء
15 آب
الإنتقال
22 آب
قلب مريم الطاهر
8 أيلول
مولد العذراء
7 تشرين الأول
سيدة الوردية
21 تشرين الثاني
تقدمة العذراء
27 تشرين الثاني
سيدة الأيقونة العجائبية
25 كانون الأول
الميلاد

مريم في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

 

مريم أم المسيح من الروح القدس

437 – لقد بشّر الملاك الرّعاة بميلاد يسوع على أنّه ماسيّا الذي وُعد به إسرائيل: " اليوم في مدينة داود وُلد لكم مُخلّص هو المسيح الرّب" ( لو 2:11). إنّه منذ البدء ذاك الذي " قدّسه الآب وأرسله الى العالم" (يو 10:36)، وحُبل به "قدّوساً في حشا مريم البتوليّ. وقد دعا الله يوسف" ليأخذ الى بيته مريم زوجته" الحامل "للذي حُبل به فيها من الروح القدس" (متى1:20)، حتى يولد المسيح" الذي يُدعى المسيح" من امرأة يوسف في سلالة داود المسيحانية ( متى 1:16).

 

456- مع قانون إيمان نيقيّة- القسطنطنية، نجيب مُعترفين:"من أجلنا نحن البشر وفي سبيل خلاصنا، نزل من السّماء، بالروح القدس تجسّد من مريم البتول وصار إنساناً".

484- بشارة مريم تفتتح "ملء الزّمان" (غل 4:4)، أي إنجاز الوعود والتّهييئات. لقد دُعيت مريم الى الحبل بمن"سيحلّ فيه ملء اللاهوت جسديّاً" (كول 2:9). الجواب الإلهيّ عن سؤالها: "كيف يكون ذلك وأنا لا أعرف رجلاً؟" أعطته قدرة الروح:"الروح القدس يأتي عليك". (لو1"35).
86- إلاّ أن هذه السلطة التّعليميّة ليست فوق كلمة الله، المكتوبة أو المنقولة، تفسيراً أصيلاً، عُهد فيها الى سلطة الكنيسة التّعليميّة الحيّة وحدها، تلك التي تُمارس سلطانها باسم يسوع المسيح"، أي إلى الأساقفة الذين هم في شركة مع خليفة بطرس، أسقف رومة.

723- وفي مريم، حقّق الروح القدس قصد الله العطوف. فبالروح القدس، حبلت مريم بابن الله وولدته. وقد صارت بتوليّتها الفريدة خصباً بقدرة الروح والإيمان.
26- عندما نعترف بإيماننا نبدأ بالقول:"أؤمن" أو "نؤمن". فقبل أن نعرض إيمان الكنيسة كما يُعترف به في قانون الإيمان، ويُحتفل به في الليتُرجيّا، ويُعاش في العمل بالوصايا وفي الصلاة، فلنتساءل ما معنى "آمن"؟ الإيمان إجابة الإنسان لله الذي يكشف له عن ذاته ويهبها له، وهو في الوقت نفسه يُؤتي الإنسان نوراً فيّاضاً في بحثه عن معنى الحياة الأخير0 ونحن من ثمّ ننظر أوّلاً في بحث الإنسان هذا (الفصل الأول)، ثمّ في الوحي الإلهيّ الذي يُلاقي فيه الإنسان (الفصل الثاني)، وأخيراً في جواب الإيمان (الفصل الثالث).

تسميات مريم

التي حُبل بها بلا دنس
491- على مرّ العصور وعت الكنيسة أنّ مريم، "التي غمرتها نعمة الله"، قد افتُديت منذ حُبل بها. هذا ما تعترف به عقيدة الحبل بلا دنس، التي أعلنها البابا بيوس التاسع، سنة 1854:
" إنّ الطوباوية العذراء مريم قد صينت، منذ اللحظة الأولى للحبل بها، سليمة من كلّ لطخة من لطخات الأصلية، وذلك بنعمة من الله الكليّ القدرة وبإنعام منه، نظراً الى استحقاقات يسوع المسيح مخلّص الجنس البشري".

92- " من غير الممكن أن تضلّ مجموعة المؤمنين في الإيمان، وهي تُظهر هذه الصّفة بواسطة التحسّس الفائق الطّبيعة للإيمان الذي هو حسّ الشعب بكامله عندما يولي كلّه، من الأساقفة الى آخر المؤمنين العلمانيين، الحقائق المتعلّقة بالإيمان والأخلاق، قبولاً شاملاً".

أم الأحياء

494- عندما بُشّرت مريم بأنّها ستلد "ابن الله العليّ" من غير أن تعرف رجلاً، بقوّة الروح القدس، أجابت"بطاعة الإيمان"(رو1:5) موقنة بأن "لا شيء مستحيل عند الله":"أنا أمة الرّب، فليكن ليس بحسب قولك"(لو1:37-38). وهذا بإذعان مريم لكلام الله أصبحت أمّاً ليسوع، وإذ اعتنقت بكلّ رضى، وبمعزل عن كلّ عائق إثم، الإرادة الإلهيّة الخلاصيّة، بذلت ذاتها كليّاً لشخص ابنها وعمله، لتخدم سرّ الفداء، بنعمة الله، في رعاية هذا الإبن ومعه:
"لقد صارت بطاعتها- على حدّ قول القديس لإيريناوس- علّة خلاص، لها هي نفسها وللجنس البشري كلّه". ومعه يقول كثيرون من الآباء الأقدمين:"إن العقدة التي نجمت عن معصية حوّاء قد انحلّت بطاعة مريم؛ وما عقدته حوّاء العذراء بعدم إيمانها". وبمقارنتهم مريم بحوّاء، يدعون مريم"أمّ الأحياء"، وكثيراً ما يُعلنون:"بحوّاء كان الموت، وبمريم كانت الحياة".
511 – "أسهمت العذراء مريم في خلاص البشر، بإيمانها وخضوعها الإختياريّين". لقد فاهت ب"نعمها"، "باسم الطبيعة البشريّة كلّها جمعاء". بطاعتها صارت حوّاء الجديدة، أمّ الأحياء.
963- بعد إذ تكلّمنا على دور العذراء مريم في سرّ المسيح والروح القدس، يجدر بنا الآن أن نهتمّ لمركزها في سرّ الكنيسة. "فالعذراء مريم (...) وهي أيضاً وحقّاً"أم أعضاء المسيح"(...) لاشتراكها بمحبّتها في ميلاد المؤمنين في الكنيسة الذين هم أعضاء هذا الرأس". "مريم أم المسيح، وأمّ الكنيسة".

70- بالإضافة الى الشهادة التي يُقدّمها الله عن ذاته في الأشياء المخلوقة، كاشف أبوينا الأوّلين بنفسه. لقد خاطبهما، وبعد العثرة، وعدهما بالخلاص وقدّم لهما عهده.

أمّ المسيح

 

411- التقليد المسيحي يرى في هذا المقطع البشرى ب"آدم الجديد" الذي، "بطاعته حتى الموت، موت الصليب" (في 2: 8) يُعوّض تعويضاً لا يُقاس عن معصية آدم. وإلى ذلك فإنّ كثيرين من آباء الكنيسة وملافنتها يرون في المرأة التي ورد ذكرها في"مقدّمة الإنجيل" أمّ المسيح، مريم، على أنها "حوّاء الجديدة". إنّها تلك التي كانت الأولى، وبطريقة فريدة، استفادة من الإنتصار على الخطيئة الذي حقّقه المسيح: لقد صينت من دنس الخطيئة الأصلية كلّه، وعلى مدى حياتها الأرضية كلّها لم ترتكب أيّ نوع من الخطيئة، وذلك بنعمة خاصة من الله.

أمّة الرب

510- مريم" لبثت بتولاً في الحبل بابنها، وبتولاً في ولادتها له، وبتولاً في حملها له، وبتولاً في إرضاعه، بتولاً أبداً": كانت بملء كيانها"أمّة الرّب"(لو 1: 38).
أيقونة الكنيسة المعادية
967- بخضوع مريم العذراء الدائم والكامل لإرادة الآب، وبمماشاتها لعمل ابنها الفدائي، ولعمل الروح القدس كله، كانت للكنيسة مثال الإيمان والمحبّة. وهي بذلك "عضو في الكنيسة فائق ووحيد"، بل إنّها "التحقيق المثالي" للكنيسة.

972- بعد كلامنا على الكنيسة في أصلها، ورسالتها، ومصيرها، لم يبق لنا لختام الكلام أفضل من أن نوجّه نظرنا إلى مريم لكي نتأمّل فيها ما هي الكنيسة في سرّها، وفي"رحلتها الإيمانية"، وفي ما ستكون في الوطن الأخير الذي تسير نحوه، حيث تنتظرها" في مجد الثالوث الأقدس الغير المنقسم"، و"في شركة جميع القديسين"، تلك التي تكرّمها الكنيسة أمّاً لربّها، وأمّا لها خاصّة:
"كما أنّ أمّ يسوع في السماء حيث في السماء حيث هي ممّجدة جسداً وروحاً، تُمثّل وتفتتح الكنيسة في اكتمالها في الدهر الآتي، كذلك هي على هذه الأرض، إلى أن يأتي يوم الرّب، تشعّ الآن آية ليقين الرجاء والتعزية أمام شعب الله في مسيرته".
محامية، ونصيرة، وظهيرة، ووسيطة
969- "منذ الرّضى الذي أظهرته مريم بإيمانها في يوم البشارة، والذي احتفظت به على ثباته بحذاء الصليب، تستمرّ أمومتها هذه، بلا انقطاع، في تدبير الخلاص، إلى أن يكتمل نهائيّاً جميع المختارين، فإنّها بعد انتقالها إلى السماء لم تنقطع مهمّتها في عمل الخلاص. أنها بشفاعتها المتّصلة لا تني تستمدّ لنا النعم التي تضمن خلاصنا الأبديّ.
(...) من أجل ذلك تُدعى العذراء الطوباويّة في الكنيسة بألقاب مختلفة، فهي: "المحامية، والنّصيرة، والظّهيرة، والوسيطة".

حواء الجديدة

411- التقليد المسيحي يرى في هذا المقطع البشرى ب"آدم الجديد" الذي، بطاعته حتى الموت موت الصليب" ( في 2:8) يُعوّض تعويضاً لا يُقاس عن معصية آدم. وإلى ذلك فإنّ كثيرين من آباء الكنيسة وملافنتها يرون في المرأة التي ورد ذكرها في "مقدّمة الإنجيل" أمّ المسيح، مريم، على أنّها "حواء الجديدة". إنّها تلك التي كانت الأولى، وبطريقة فريدة، استفادة من الإنتصار على الخطيئة الذي حقّقه المسيح: لقد صينت من دنس الخطيئة الأصلية كلّه، وعلى مدى حياتها الأرضية كلّها لم ترتكب أيّ نوع من الخطيئة، وذلك بنعمة خاصّة من الله.
الدائمة البتولية
499- تعمّق الكنيسة في إيمانها بالأمومة البتوليّة قادها الى الإعتراف ببتوليّة مريم الحقيقيّة والدّائمة، حتى في ولادتها ابن الله المتأنّس . فميلاد المسيح" لم يُنقص بتوليّة أمّه، ولكنّه كرّس كمال تلك البتوليّة، وليترجّيا الكنيسة تُشيد بمريم على أنّها دائمة البتولية.
501- يسوع هو ابن مريم الوحيد. ولكن أمومة مريم الروحية تشمل جميع البشر الذين أتى ليخلّصهم: "ولدت ابنها الذي جعله الله"بكراً ما بين إخوة كثيرين" (رو 8:29)، أي مؤمنين تُسهم محبّتها الأموميّة في ولادتهم وفي تنشئتهم".
المرشدة او الهادية الى الطريق
2674- منذ الرّضى الذي أظهرته مريم بالإيمان، في يوم البشارة، والّذي احتفظت به على ثباته قرب الصليب، تمتدّ أمومتها إلى أخوة ابنها وأخواته "الّذين لم ينته شوطهم بعد، وإنّما يُعانون وطأة المشاقّ والمحن". إنّ يسوع، الوسيط الوحيد، هو طريق صلاتنا. ومريم، أمّه وأمّنا، هي شفافة أمامه: إنّها تدلّ على الطريق" (الهادية أو المرشدة)، إنّها "آيته"، بحسب رسم الأيقونات التقليدي في الشرق والغرب.

عرش الحكمة

721- مريم، والدة الإله الكليّة القداسة والدائمة البتوليّة، هي أروع عمل أنجزته رسالة الابن والروح في ملء الزمان. للمرّة الأولى في قصد الخلاص، وجد الآب السُكنى حيث يستطيع ابنه وروحه أن يُقيما بين البشر، ذلك أنّ روحه هو الّذي هيّأ تلك السُكنى. وفي هذا المعنى رأى مراراً تقليد الكنيسة، في قراءته أجمل النصوص في الحكمة، علاقة بين تلك النصوص ومريم. فالليترجيا ترنّم لمريم وتتمثّلها كأنّها "عرش الحكمة".
الكليّة القداسة
493- آباء التقليد الشرقي يدعون والدة الإله " بالكلية القداسة"، ويحتفلون بها على أنّها "معصومة من كلّ وصمة خطيئة، لأنّ الروح القدس عجنها وكوّنها خليقة جديدة ". لقد لبثت مريم طول حياتها بريئة، بنعمة الله، من كلّ خطيئة شخصيّة. " فليكن لي بحسب قولك..."
ممتلئة نعمة
722- فالروح القدس هيّأ مريم بنعمته. فقد كان يليق بأن تكون"ممتلئة نعمة" أمّ الذي فيه "يحلّ كلّ ملء اللاهوت جسدياً" (كو 2:9). فبمحض نعمة، حُبل بها دون خطيئة كأوضع الخلائق والأكثر قدرة على تقبّل عطيّة الله القدير التي تفوق الوصف. وبحقّ حيّاها الملاك جبرائيل تحية "ابنة صهيون": "افرحي". وما رفعته إلى الآب في الروح القدس في نشيدها، وهي تحمل في حشاها الإبن الأزلي، إنّما هو شكر الله كلّه، أي الكنيسة.

2676- هذه الحركة المزدوجة في الصلاة إلى مريم وجدت تعبيراً عنها ممتازاً في صلاة "السلام عليك يا مريم".
" السلام عليك يا مريم (افرحي) يا مريم". تحيّة الملاك جبرائيل تفتح صلاة " السلام" . إنّه الله نفسه من يُحيي مريم بلسان ملاكه. وصلاتنا تتجرّأ على ترديد تحية مريم بالنظرة التي نظر بها الله أمته المتواضعة، وعلى الإبتهاج بالفرح الذي يجده فيها.
" الممتلئة نعمة، الرّب معك". هاتان العبارتان من السلام الملائكي توضح إحداهما الأخرى. فمريم هي ممتلئة نعمة لأن الرّب معها. والنعمة التي ملأتها هي حضور من هو ينبوع كلّ نعمة. "افرحي (...) يا ابنة أورشليم (...) في وسطك الرّب إلهك" ( صف 3:14، 17أ). إنّ مريم، التي جاء الرب عينه ليسكن فيها، هي بذاتها ابنة صهيون، تابوت العهد، الموضع الذي يقيم فيه مجد الرب:"إنّها مسكن الله مع الناس"(رؤ 21:3).إنّها، وهي الممتلئة نعمة، موهوبة كلّها لذاك الذي جاء ليسكن فيها والّذي ستعطيه للعالم.
"مباركة أنت في النساء، ومباركة ثمرة بطنك يسوع". بعد تحيّة الملاك، نجعل من تحيّة أليصابات تحيّتنا:"إنّ أليصابات الممتلئة من الروح القدس" (لو41:1). هي الأولى في تعاقب الأجيال التي تعلن مريم ذات طوبى: "طوبى للتي آمنت" (لو1: 45)؛ ومريم هي المباركة في النساء"، لأنّها لآمنت بتحقّق كلام الرب. إنّ ابراهيم قد صار بإيمانه بركة"لجميع أمم الأرض" (تك12:3). ومريم بإيمانها صارت أماً للمؤمنين، بها تتقبّل جميع أمم الأرض من هو بركة الله عينها:"يسوع، ثمرة بطنك المباركة".

منتقلة

966-" أخيرأً فإنّ العذراء الطاهرة، بعد إذ عصمها الله من كل صلة بالخطيئة الأصلية، وطوت شوط حياتها الأرضية، نُقلت جسداً وروحاً إلى مجد السّماء، وأعلنها الرب سلطانة الكون لتكون بذلك أكثر ما يكون الشبه بابنها، رب الأرباب، وقاهر الخطيئة والموت". فانتقال القديسة العذراء اشتراك فريد في قيامة ابنها، واستباق لقيامة المسيحيين الآخرين:
" في ولادتك حفظت البتولية، وفي رقادك ما تركت العالم، يا والدة الإله، فإنّك انتقلت إلى الحياة، بما أنّك أمّ الحياة؛ وبشفاعتك تنقذين من الموت نفوسنا".
والدة الإله
466- كانت البدعة النسطورية ترى في المسيح شخصياً إنسانياً مقترناً بشخص ابن الله الإلهيّ. في وجهها اعترف القديس كيرلّس الإسكندريّ، والمجمع المسكوني الثالث المعقود في أفسس، سنة 431، أنّ "الكلمة، باتّخاذه في شخصه جسداً تُحييه نفس عاقلة، صار نساناً ". ليس لناسوت المسيح شأن إلاّ في شخص ابن الله الإلهيّ، الذي اتّخذه وخصّ به ذاته منذ الحبل به. ولهذا أعلن مجمع أفسس، سنة 431، أن مريم أصبحت في الحقيقة والدة الإله بالحبل البشريّ بابن الله في أحشائها:" والدة الإله، لا لكون كلمة الله اتّخذ منها طبيعته الإلهيّة، ولكن لكونه اتّخذ منها الجسد المقدّس مقروناً بنفس عاقلة، والذي اتّحد به الكلمة شخصيّاً، فكان أنّه ولد بحسب الجسد".
495- مريم التي دُعيت في الإنجيل "أمّ يسوع" ( يو2:1؛19:25) نودي بها، بدافع من الروح القدس، ومن قبل أن تلد ابنها"أمّ ربّي" (لو 1:43). فهذا الذي حبلت به إنساناً بالروح القدس والذي صار حقّاً ابنها في الجسد ليس سوى ابن الآب الأزلي، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. والكنيسة تعترف بأنّ مريم هي حقاً والدة الإله".

509- مريم هي حقاً "والدة الإله" لأنّها والدة ابن الله الأزلي المتجسّد، الذي هو نفسه إله.

التعبّد لمريم

احترام اسم مريم
2146- تنهى الوصيّة الثانية عن سوء استعمال اسم الله أي عن كل استعمال لا يليق باسم الله، ويسوع المسيح، ومريم العذراء وجميع القدّيسين.

الصلاة الى مريم

2675- فبالإنطلاق من مساهمة مريم هذه الفريدة في عمل الروح القدس طوّرت الكنائس الصلاة إلى والدة الإله القدّيسة، بتركيزها على شخص المسيح البادي في أسراره. وتتعاقب عادة على الأناشيد والترانيم المردّدة الكثيرة، التي تعبّر عن هذه الصلاة، حركتان: إحداهما "تعظّم" الرب لأجل "العظائم" التي صنعها لأجل أته المتواضعة، وبها لأجل البشر جميعهم؛ والثانية تودع أمّ يسوع تضرّعات أولاد الله وتسابيحهم، إذ أنّها تعرف الآن الإنسانية التي تزوّجها ابن الله فيها.
.79- وهكذا فالمكاشفة التي كشف فيها الآب عن ذاته ، بكلمته، في الروح القدس، هذه المكاشفة لا تزال حاضرة وفاعلة في الكنيسة:"إن الله الذي أسمع صوته قديماً ما زال يتجاذب الحديث مع عروس ابنه الحبيب، والروح القدس الذي جعل صوت الإنجيل يدوّي في الكنيسة، ومنها في العالم كلّه، يُدخل المؤمنين في الخقيقة كلّها، ويمكّن كلام المسيح من الإستقرار في قلوبهم بوفرة".
التعبّد لمريم في السنة الليتورجيّة
1172- "إذ تحتفل الكنيسة المقدّسة بأسرار المسيح في هذا المدار السنوي، تكرّم بمحبة خاصّة الطوباوية مريم والدة الإله المتّحدة بابنها في عمل الخلاص اتّحاداً وثيقاً. ففيها ترى الكنيسة بإعجاب وتعظيم ثمرة الفداء السامية، وتتأمّل بغبطة، كما في صورة نقيّة جدّاً، ما تشتهي وتأمل أن تحقّقه في كامل ذاتها".
1370- ولا ينضمّ إلى تقدمة المسيح الأعضاء الذين لا يزالون في هذه الدنيا وحسب، بل الذين دخلوا أيضاً مجد السماء: فالكنيسة تقرّب الذبيحة الإفخارستية متّحدة بالعذراء مريم الفائقة القداسة ومنوّهة بذكرها، ومنضمّة إلى جميع القدّيسين والقدّيسات. في الإفخارستيا، كما عند قدم الصليب، تتّحد الكنيسة مع مريم، في تقدمة المسيح وشفاعته.
أعياد مريم الليتورجيّة
2043- الوصية الرابعة ("انقطع عن أكل اللحم وصُم الصوم في الأيام التي تقرّها الكنيسة "). تؤمّن أوقات الجهاد والتوبة التي تهيئنا للأعياد الليترجيّة، وتمكّننا من التسلّط على غرائزنا ومن حريّة القلب.
الوصية الخامسة ("ساعد الكنيسة في احتياجها") تذكّر المؤمنين بواجب تأمين احتياجات الكنيسة الماديّة، كلّ بحسب إمكاناته.
2177- إنّ الإحتفال، نهار الأحد، بيوم الرّب وافخارستياه هو في قلب حياة الكنيسة . "إنّ يوم الأحد الذي يحتفل فيه، منذ التقليد الرسوليّ، بالسرّ الفصحي يجب حفظه في الكنيسة جمعاء بكونه اليوم الرئيسي بين الأعياد المفروضة".
"كذلك يجب حفظ أيام ميلاد سيدنا يسوع المسيح، والظهور، والصعود وجسد ودم المسيح المقدّسين، ويوم القدّيسة مريم والدة الإله، والحبل الطاهر بها، وانتقالها، ويوم القديس يوسف، والقدّيسين الرّسولين بطرس وبولس، وجميع القدّيسين".

التكريم وليس العبادة

971- "تطوّبني جميع الأجيال" (لو1:48)"تكريم الكنيسة للعذراء القديسة هو من ضمن الشعائر الدينية المسيحية". والعذراء القديسة "تكرّمها الكنيسة بحقّ إكراماً خاصّاً. والواقع أن العذراء الطوباوية قد أكرمت، منذ أبعد الأزمنة، بلقب "والدة الإله"، والمؤمنون يلوذون بحمايتها، مبتهلين إليها في جميع مخاطرهم وحاجاتهم (...) وهذا التكريم (...) فإن كان ذا طابع فريد على الإطلاق (...) غير أنّه يختلف اختلافاً جوهريّاً عن العبادة التي يُعبد بها الكلمة المتجسّد والآب والروح القدس، وهو خليق جدّاً بأن يُعزّوها. وهو يجد التعبير عنه في الأعياد الطقسية التي خُصّت بها والدة الإله، وفي الصلاة المريمية، كالوردية المقدّسة "خلاصة الإنجيل كلّه".

ما نؤمن به بالنسبة الى مريم يرتكز على ما نؤمن به بالنسبة الى المسيح

487- ما تؤمن به العقيدة الكاثوليكية بالنسبة الى مريم يرتكز على ما تؤمن به بالنسبة إلى المسيح، ولكنّ ما تُعلّمه في ما يتعلّق بمريم يُنير بدوره إيمانها بالمسيح.
الكنيسة ومريم
أمومة مريم الروحية
501- يسوع هو ابن مريم الوحيد. ولكن أمومة مريم الروحية تشمل جميع البشر الذين أتى ليُخلّصهم: " ولدت ابنها الذي جعله الله "باكراً ما بين إخوة كثيرين" (رو 8: 29)، أي مؤمنين تُسهم محبّتها الأموميّة في ولادتهم وفي تنشئتهم".

مركز مريم في سرّ الكنيسة

773- هذه الشركة للبشر مع الله في الكنيسة،"بالمحبة التي لا تسقط ابداً" (1كو 13:8)، هي الغاية التي توجّه كل ما فيها من وسائل سرّية متعلّقة بهذا العالم الزائل. "إنّ هيكليّتها موجّهة توجيهاً كاملاً على تقديس أعضاء المسيح. والقداسة تُقوّم بموجب "السرّ العظيم" الذي تُجيب فيه العروس بهبة حبّها مقابل هبة العريس".ومريم تتقدّمنا جميعاً في القداسة التي هي سرّ الكنيسة"كعروس لا كلف فيها ولا غضن". ولهذا "فمستوى الكنيسة المريمي يسبق مستواها البطرسيّ".

963- بعد إذ تكلّمنا على دور العذراء مريم في سرّ المسيح والروح القدس، يجدر بنا الآن أن نهتمّ لمركزها في سرّالكنيسة. "فالعذراء مريم (...) يُعترف بها وتُكرّم، حقّاً وحقيقة، والدة الإله والفادي (...) وهي ايضاً وحقّاً"أم أعضاء المسيح (...) لأشتراكها بمحبّتها في ميلاد المؤمنين في الكنيسة الذين هم أعضاء هذا الرأس". "مريم أم المسيح، وأمّ الكنيسة".

72- اختار الله إبراهيم وقطع عهداً معه ومع نسله. ومن إبراهيم ونسله أنشا شعبه الذي أوحى إليه بشريعته بوساطة موسى. فأعدّه بالأنبياء لتقبّل الخلاص الذي خُصّت به البشريّة كلّها جمعاء.

الكنيسة في مريم بلغت الكمال

829- " قد بلغت الكنيسة في شخص العذراء الطوباوية الكمال في غير كلف ولا غضن. ومؤمنو المسيح أيضاً يجدّون بنشاط في طريق النموّ في القداسة بالتغلّب على الخطيئة؛ كذلك يشخصون بأبصارهم إلى مريم": ففيها الكنيسة هي الكليّة القداسة.

مريم التحقيق المثالي للكنيسة

967- بخضوع مريم العذراء الدائم والكامل لإرادة الآب، وبمماشاتها لعمل ابنها الفدائي، ولعمل الروح القدس كله، كانت للكنيسة مثال الإيمان والمحبّة. وهي بذلك "عضو في الكنيسة فائق ووحيد"، بل إنّها "التحقيق المثاليّ" للكنيسة.

مريم في تدبير الخلاص
بتولية مريم

496- منذ إعلان الصيغ الأولى للإيمان ، اعترفت الكنيسة أنّ يسوع جرى الحبل به بقوّة الروح القدس وحدها، في حشا العذراء مريم، مثبتة أيضاً الناحية الجسدية في هذا الحدث: يسوع حُبل به"من الروح القدس بدون زرع رجل". والآباء يرون في الحبل البتوليّ علامة لأن هذا هو حقّاً ابن الله الذي أتى في ناسوت كناسوتنا:
قال في هذا المعنى القديس إغناطيوس الأنطاكي (أوائل القرن الثاني): "اتّضح لي أنّكم على أشدّ اليقين في ما يتعلّق بربّنا الذي هو في الحقيقة من ذرّية داود بحسب الجسد، وابن الله بحسب إرادة الله وقدرته، ومولود حقّاً من عذراء (...) وقد سُمّر حقاً من أجلنا في جسده في عهد بنطيوس بيلاطس (...) فتألّم حقّاً، وحقّاً قام أيضاً".

98- "كلّ ما تقوم عليه الكنيسة، وكلّ ما تؤمن به تحتفظ به أبداً وتنقله، في عقيدتها وحياتها وعبادتها، إلى كلّ جيل".

502- يستطيع نظر الإيمان ، مرتبطاً بمُجمل الوحي، أن يكتشف الأسباب الخفيّة التي لأجلها أراد الله، في قصده الخلاصي، أن يولد ابنه من بتول. هذه الأسباب تتعلّق بشخص المسيح ورسالته الفدائيّة كما تتعلّق بتقبّل مريم لهذه الرسالة من أجل جميع البشر.

7- الكرازة متعلّقة تعلّقاً حميماً بكل حياة الكنيسة. يتعلّق بها تعلّقاً جوهريّاً ليس الامتداد الجغرافيّ والتضخّم العددي وحسب، ولكن، وأكثر من ذلك أيضاً، نموّ الكنيسة الدّاخلي، وتجاوبها وتصميم الله".

484- بشارة مريم تفتتح "ملء الزّمان"(غل4:4) ، أي إنجاز الوعود والتّهييئات. لقد دُعيت مريم الى الحبل بمن"سيحلّ فيه ملء اللاهوت جسديّاً" (كول 2: 9). الجواب الإلهي عن سؤالها :"كيف يكون ذلك وأنا لا أعرف رجلاً؟" أعطته قُدرة الروح:" الروح القدس يأتي عليك"(لو1 :35).

البشارة

490- لكي تكون مريم أمّ المخلّص "نفحها الله من المواهب بما يتناسب ومثل هذه المهمّة العظيمة". فالملاك جبرائيل يُحييها إبّان البشارة بالدعوة التي دُعيت إليها، كان لا بُدّ لها من أن تكون محمولة على نعمة الله.

الحبل بلا دنس

490- لكي تكون مريم أمّ المخلّص "نفحها الله من المواهب بما يتناسب ومثل هذه المهمّة العظيمة". فالملاك جبرائيل يُحييها إبّان البشارة بالدعوة التي دُعيت إليها، كان لا بُدّ لها من أن تكون محمولة على نعمة الله.
93- "فبفضل حسّ الإيمان هذا الذي يوقظه ويدعمه روح الحقّ، وبإرشاد السلطة التعليمية المقدّسة (...) يتمسّك شعب الله تمسّكاً ثابتاً بالإيمان المنقول الى القدّيسين نقلاً نهائياً، ويدخل إلى أعماقه دخولاً أوفى، عاملاً على تفسيره كما ينبغي، ويُطبّقه في حياته تطبيقاً أكمل".

الحبل من الروح القدس

437- لقد بشّر الملاك الرّعاة بميلاد يسوع المسيح على أنّه ماسيّا الذي وُعد به إسرائيل: "اليوم في مدينة داود وُلد لكم مُخلّص هو المسيح الرب" (لو 2: 11). إنّه منذ البدء ذاك الذي "قدّسه الآب وأرسله الى العالم"(يو 10: 36)، وحُبل به "قدّوساً" في حشا مريم البتوليّ. وقد دعا الله يوسف "ليأخذ الى بيته مريم زوجته" الحامل "للذي حُبل به فيها من الروح القدس" (متى 1: 20)، حتى يولد يسوع "الذي يُدعى المسيح" من امرأة يوسف في سلالة داود المسيحانية (متى 1:16).
456- مع قانون إيمان نيقيّة- القُسطنطنيّة ، نجيب معترفين:" من أجلنا نحن البشر وفي سبيل خلاصنا، نزل من السّماء، بالروح القدس تجسّد من مريم البتول وصار إنساناً".

اختيار مريم

488- "الله أرسل ابنه" (غل 4 :4) ، ولكنّه هيّأ له جسداً. فقد أراد الإسهام الحرّ من إحدى خلائقه. ولهذا، فمنذ الأزل، اختار الله أمّاً لابنه، إحدى بنات إسرائيل، فتاة من ناصرة الجليل، "عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف، من بيت داود، واسم العذراء مريم" (لو 1: 27).
86-"إلاّ أن هذه السلطة التّعليميّة ليست فوق كلمة الله، ولكنّها في خدمتها، فلا تُعلم إلاّ ما نُقل، إذ أنّها، بتفويض من الله وبعون الرّوح القدس، تُصغي لهذه الكلمة بمحبّة، وتحافظ عليها بتقديس، وتعرضها أيضاً بأمانة، وتستقي من هذه الوديعة الإيمانية الوحيدة كلّ ما تتقدّم به للإيمان على أنّه من وحي الله".

495-مريم التي دُعيت في الإنجيل "أمّ يسوع" (يو2: 1؛19: 25) نودي بها، بدافع من الروح القدس، ومن قبل ان تلد ابنها"أمّ ربّي" (لو1:43). فهذا الذي حبلت به إنساناً بالروح القدس والذي صار حقّاً ابنها في الجسد ليس سوى ابن الآب الأزلي، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. والكنيسة تعترف بأنّ مريم هي حقّاً والدة الإله".

723- وفي مريم، حقّق الروح القدس قصد الله العطوف. فبالروح القدس، حبلت مريم بابن الله وولدته. وقد صارت بتوليّتها الفريدة خصباً بقدرة الروح والإيمان.

اختيار مريم

488- " الله أرسل ابنه" (غل 4:4) ، ولكنّه هيّأ له جسداً. فقد أراد الإسهام الحرّ من إحدى خلائقه. ولهذا، فمنذ الأزل، اختار الله أمّاً لأبنه، إحدى بنات إسرائيل، فتاة من ناصرة الجليل، "عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف، من بيت داود، واسم العذراء مريم" (لو 1:26-27).

89- توجد بين حياتنا الروحية والعقائد علاقة عضوية. العقائد أنوار في طريق إيماننا، تنيره وتوطّده. وبعكس ذلك، إذا كانت حياتنا مستقيمة كان عقلنا وقلبنا على انفتاح لتقبّل نور العقائد الإيمانيّة.

508- في نسل حوّاء اختار الله العذراء مريم لتكون أمّاً لابنه. وإذ كانت "ممتلئة نعمة" فهي "خير ثمار الفداء": فهي منذ لحظة الحبل بها الأولى، صينت على وجه كامل من وصمة الخطيئة الأصلية، ولبثت طول حياتها بريئة من كلّ خطيئة شخصيّة.

زيارة مريم الى أليصابات زيارة الله لشعبه

717- كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا" (يو 1:6). إنّ يوحنا قد "امتلأ من الروح القدس وهو بعد في بطن أمّه"(لو 1: 15)، بواسطة المسيح نفسه الذي كانت مريم العذراء منذ فترة وجيزة قد حبلت به من الروح القدس. و"زيارة" مريم لأليصابات صارت هكذا زيارة الله نفسه التي بها افتقد شعبه.

عمل الروح القدس

721- مريم، والدة الإله الكليّة القداسة والدائمة البتوليّة، هي أروع عمل أنجزته رسالة الابن والروح في ملء الزمان. للمرّة الأولى في قصد الخلاص، وجد الآب السُكنى. وفي هذا المعنى رأى مراراً تقليد الكنيسة، في قراءته أجمل النصوص في الحكمة، علاقة بين تلك النصوص ومريم. فالليترجيا ترنّم لمريم وتتمثّلها كأنّها"عرش الحكمة".

26- عندما نعترف بإيماننا نبدأ بالقول : "أؤمن" أو "نؤمن". فقبل أن نعرض إيمان الكنيسة كما يُعترف به في قانون الإيمان، ويُحتفل به في الليترجيا، ويُعاش في العمل بالوصايا وفي الصلاة، فلنتساءل ما معنى "آمن"؟ الإيمان إجابة الإنسان الله الذي يكشف له عن ذاته ويهبها له، وهو في الوقت نفسه يؤتي الإنسان نوراً فيّاضاً في بحثه عن معنى الحياة الخير. ونحن من ثمّ ننظر أولاً في بحث الإنسان هذا ( الفصل الأوّل)، ثمّ في الوحي الإلهيّ الذي يُلاقي فيه الله الإنسان (الفصل الثاني)، وأخيراً في جواب الإيمان(الفصل الثالث).
مريم وسيطة النعمة
969- "منذ الرّضى الذي أظهرته مريم بإيمانها في يوم البشارة، والذي احتفظت به على ثباته بحذاء الصّليب، تستمرّ أمومتها هذه، بلا انقطاع، في تدبير الخلاص، إلى أن يكتمل نهائيّاً جميع المختارين؛ فإنّها بعد انتقالها إلى السماء لم تنقطع مهمّتها في عمل الخلاص. إنّها بشفاعتها المتّصلة لا تني تستمدّ لنا النعم التي تضمن خلاصنا الأبديّ.
(...) من أجل ذلك تُدعى العذراء الطوباويّة في الكنيسة بألقاب مختلفة، فهي: المحامية، والنّصيرة، والظّهيرة، والوسيطة".

مريم مصونة من الخطيئة

411- التقليد المسيحي يرى في هذا المقطع البشرى ب"آدم الجديد" الذي، "بطاعته حتى الموت موت الصليب" (في 2: 8) يُعوّض تعويضاً لا يُقاس عن معصية آدم. وإلى ذلك فإنّ كثيرين من آباء الكنيسة وملافنتها يرون في المرأة التي ورد ذكرها في"مقدمة الإنجيل" أمّ المسيح، مريم، على أنّها "حواء الجديدة". إنّها تلك التي كانت الأولى ، وبطريقة فريدة، استفادة من الإنتصار على الخطيئة الّذي حقّقه المسيح: لقد صينت من دنس الخطيئة الأصليّة كلّه، وعلى مدى حياتها الأرضيّة كلّها لم ترتكب أيّ نوع من الخطيئة، وذلك بنعمة خاصّة من الله".

انتقال مريم

966- " أخيراً فإنّ العذراء الطاهرة، بعد إذ عصمها الله من كلّ صلة بالخطيئة الأصلية، وطوت شوط حياتها الأرضية، نُقلت جسداً وروحاً إلى مجد السّماء، وأعلنها الرّب سلطانة الكون لتكون بذلك أكثر ما يكون الشبه بابنها، ربّ الأرباب، وقاهر الخطيئة والموت". فانتقال القديسة العذراء اشتراك فريد في قيامة ابنها، واستباق لقيامة المسيحيين الآخرين:
"في ولادتك حفظت البتوليّة، في رقادك ما تركت العالم؛ يا والدة الإله؛ فإنّك انتقلت إلى الحياة، بما أنّك أمّ الحياة، وبشفاعتك تنقذين من الموت نفوسنا".

موافقة مريم

148- مريم العذراء تحقّق طاعة الإيمان على أكمل وجه. في الإيمان تقبّلت مريم البشارة والوعد من الملاك جبرائيل، معتقدة أن"ليس أمر ممكن لدى الله" (لو 1: 37)، ومعلنة رضاها: "أنا أمة الرّب فليكن لي بحسب قولك" (لو1 : 38).وأليصابات سلّمت عليها قائلة : "طوبى للتي آمنت بأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الرّب"(لو 1: 45). ومن أجل هذا الإيمان تُطوّبها جميع الأجيال.

489- لكي تكون مريم أمّ المخلّص "نفحها الله من المواهب بما يتناسب ومثل هذه المهمّة العظيمة". فالملاك جبرائيل يُحييها إبّان البشارة على أنّها "ممتلئة نعمة". ولكي تستطيع أن توافق موافقة إيمانها الحُرّة على البشارة بالدعوة التي دُعيت إليها، كان لا بدّ لها من أن تكون محمولة على نعمة الله.
490- لكي تكون مريم أمّ المخلّص "نفحها الله من المواهب بما يتناسب ومثل هذه المهمّة العظيمة". فالملاك جبرائيل يُحييها إبّان البشارة بالدعوة التي دُعيت إليها، كان لا بُدّ لها من أن تكون محمولة على نعمة الله.

494- عندما بُشّرت مريم بأنّها ستلد"ابن الله العليّ" من غير أن تعرف رجلاً، بقوّة الروح القدس، أجابت "بطاعة الإيمان" (رو 1 : 5) موقنة بأن"لا شيء مستحيل عند الله": "أنا أمة الرّب، فليكن ليس بحسب قولك"(لو 1: 37- 38). وهكذا بإذعان مريم لكلام الله أصبحت أمّاً ليسوع، وإذ اعتنقت بكلّ رضى، وبمعزل عن كلّ عائق إثم، الإرادة الإلهيّة الخلاصيّة، بذلت ذاتها كليّاً لشخص ابنها وعمله، لتخدم سرّ الفداء، بنعمة الله، في رعاية هذا الإبن ومعه:
" لقد صارت بطاعتها- على حدّ قول القديس إيريناوس- علّة خلاص لها هي نفسها وللجنس البشريّ كلّه". ومعه يقول كثيرون من الآباء الأقدمين: "إنّ العقدة التي نجمت عن معصية حوّاء قد انحلّت بطاعة مريم؛ وما عقدته حوّاء العذراء بعدم إيمانها، حلّته العذراء مريم بإيمانها". وبمقارنتهم مريم بحوّاء، يدعون مريم "أمّ الأحياء"، وكثيراً ما يُعلنون: "بحوّاء كان الموت، وبمريم كانت الحياة".

مريم كمثال

مريم كمثال الإيمان وشاهدة له
165- في هذه الحال تقتضي منّا الضرورة أن نتوجّه إلى شهود الإيمان: إبراهيم الذي آمن،"راجياً على خلاف كلّ رجاء" ( رو 4: 18)؛ والعذراء مريم التي "في رحلة الإيمان" انطلقت حتى"ليل الإيمان". مشتركة في آلام ابنها وفي ليل قبره؛ وآخرين من شهود الإيمان: "فنحن إذ يُحدق بنا مثل هذا السحاب من الشهود، فلنلق عنّا كل ثقل وما يشتمل علينا من الخطيئة، ولنسابق بالصّبر في الجهاد الذي أمامنا، ولنجعل نظرنا الى مبدأ الإيمان ومتمّمه، إلى يسوع" ( عب 12: 1-12).
273- الإيمان بالله الآب الكليّ القدرة قد يوضع على محكّ الإمتحان بتجربة الشرّ والألم. فقد يبدو الله في بعض الأحيان غائباً وعاجزاً عن منع الشرّ. والحال أنّ الله الآب قد أظهر قدرته الكليّة على أعجب صورة بتنازل ابنه الطوعيّ وبقيامته اللذين تغلّب بهما على الشرّ. وهكذا فالمسيح المصلوب هو"قدرة الله وحكمته" ( 1كو 1: 25). في قيلمة المسيح وتمجيده " بسط الآب عزّة قوّته" وأظهر " فرط عظمة قدرته لنا نحن المؤمنين" (أف 1: 19).

مريم مثال الرجاء

64- بالأنبياء نشأ الله شعبه على رجاء الخلاص، على انتظار عهد جديد وأبديّ مُعدّ لجميع البشر، ومكتوب على قلوبهم. والأنبياء بفداء جذريّ لشعب الله، بتطهيره من جميع مخالفاته، بخلاص يشمل جميع الأمم. وسيطون البؤساء وودعاء الرّب أكثر من يحملون هذا الرجاء، النساء القدّيسات من أمثال سارة، ورفقة، وراحيل، ومريام، ودبورة، وحنّة، ويهوديت، وإستير، هؤلاء حافظن على رجاء خلاص إسرائيل حيّاً. ووجه مريم هو أشدّ الوجوه نقاء.

مريم مثال الصلاة في قولها"ليكن"، وصلاتها "تعظّم"

2617- كُشف لنا عن صلاة مريم في فجر ملء الأزمنة. فصلاتها، قبل تجسّد ابن الله وقبل حلول الروح القدس، تساهم، بوجه وحيد، في قصد الآب المترفّق، حين البشارة، لأجل الحبل بالمسيح، وحين العنصرة، لقيام الكنيسة، جسد المسيح. وقد وجدت عطيّة الله، في إيمان أمته المتواضعة، القبول الّذي كان ينتظره منذ بداية الأزمنة. وتلك التي صنعها القدير"ممتلئة نعمة" تجيب بتقديم كلّ كيانها:" انا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك". وهذه العبارة"ليكن لي" هي الصلاة المسيحية: أن يكون الإنسان بكليّته له، إذ إنّه بكليّته لنا.

2619- لذلك إنّ نشيد مريم:" تُعظّم نفسي الرب" (في اللاتينية Magnificat في اليونانية (Megalinarion هو في آن واحد نشيد والدة الإله ونشيد الكنيسة، نشيد ابنة صهيون وشعب الله الجديد، نشيد شكر لملء النعم التي أفيضت في تدبير الخلاص، ونشيد "المساكين" الذين تحقّق رجاؤهم بإنجاز ما وُعد به آباؤنا"ابراهيم واسحق ويعقوب إلى الأبد".

مريم مثال طاعة الإيمان

144- الطّاعة في الإيمان هي الخضوع الحرّ للكلمة المسموعة، لأن حقيقتها في كفالة الله الذي هو الحقيقة ذاتها. إبراهيم هو نموذج هذه الطاعة الذي يقدّمه لنا الكتاب المقدّس. والبتول مريم هي تحقيق هذه الطاعة الأشدّ كمالاً.

148- مريم العذراء تُحقّق طاعة الإيمان على أكمل وجه. في الإيمان تقبّلت مريم البشارة والوعد من الملاك جبرائيل، مُعتقدة أن"ليس أمر ممكن لدى الله" (لو 1: 37)، ومُعلنة رضاها:"أنا أمة الرّب فليكن لي بحسب قولك" (لو 1: 38). وأليصابات سلّمت عليها قائلة: "طوبى للتي آمنت بأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الرّب" ( لو 1: 45) ومن أجل هذا الإيمان تطوّبها جميع الأجيال.
49- " الخليقة تتلاشى بدون الخالق". ولهذا فالمؤمنون يستشعرون في ذواتهم محبّة المسيح تحضّهم على أن يحملوا نور الله الحيّ الى الذين يجهلونه أو يرفضونه.

494- عندما بُشّرت مريم بأنّها ستلد"ابن الله العليّ" من غير أن تعرف رجلاً، بقوّة الروح القدس، أجابت "بطاعة الإيمان" (رو 1 : 5) موقنة بأن"لا شيء مستحيل عند الله": "أنا أمة الرّب، فليكن ليس بحسب قولك"(لو 1: 37- 38). وهكذا بإذعان مريم لكلام الله أصبحت أمّاً ليسوع، وإذ اعتنقت بكلّ رضى، وبمعزل عن كلّ عائق إثم، الإرادة الإلهيّة الخلاصيّة، بذلت ذاتها كليّاً لشخص ابنها وعمله، لتخدم سرّ الفداء، بنعمة الله، في رعاية هذا الإبن ومعه:
" لقد صارت بطاعتها- على حدّ قول القديس إيريناوس- علّة خلاصن لها هي نفسها وللجنس البشريّ كلّه". ومعه يقول كثيرون من الآباء الأقدمين: "إنّ العقدة التي نجمت عن معصية حوّاء قد انحلّت بطاعة مريم؛ وما عقدته حوّاء العذراء بعدم إيمانها، حلّته العذراء مريم بإيمانها". وبمقارنتهم مريم بحوّاء، يدعون مريم "أمّ الأحياء"، وكثيراً ما يُعلنون: "بحوّاء كان الموت، وبمريم كانت الحياة".

مريم مثال القداسة

2030- المسيحي إنّما يُحقّق دعوته في الكنيسة، بالإتّحاد مع جميع المعمّدين. فمن الكنيسة يتقبّل كلام الله الذي يحوي تعاليم "شريعة المسيح ". ومن الكنيسة يتقبّل نعمة الأسرار التي تحفظه في"الطريق". من الكنيسة يتعلّم مثل القداسة؛ فيعرف وجهها ومصدرها في العذراء مريم الكاملة القداسة؛ ويتبيّنها في من يعيشها بشهادة أصيلة ؛ ويكتشفها في التقليد الروحي، وفي التاريخ الطويل لمن سبقه من القدّيسين الذين تحتفل بهم الليترجيّا في إيقاعها اليوميّ.

مريم مثال الإتحاد مع ابنها

964- دور مريم بالنسبة إلى الكنيسة لا ينفصل عن اتّحادها بالمسيح؛ فهو يصدر عن ذلك الإتّحاد مباشرة. "والإرتباط بين مريم وابنها في عمل الخلاص يتجلّى منذ حبلها البتوليّ بالمسيح حتى موته" . وهو يتجلّى بوجه خاص إبّان الآلام:
"سلكت العذراء الطّوباويّة سبيل الإيمان محافظة على الإتّحاد مع ابنها حتى الصليب حيث وقفت منتصبة لا لغير تدبير إلهي، متألّمة مع ابنها الوحيد آلاماً مبرّحة، مشتركة في ذبيحته بقلب والديّ مولية ذبح الضحيّة المولود من دمها رضى حبّها، لكي يُعطيا المسيح يسوع أخيراً، وهو يموت على الصليب، أمّا لتلميذه، بقوله لها:" يا امرأة هوذا ابنك" (يو 19: 26-27).